لقد أصبح مفهوم خدمة المجتمع وتنمية البيئة من المفاهيم المحورية والذى يعد فى ذات الوقت بعداً محورياً ويضيف مهمة أساسية من المهام التى تضطلع بها الكلية، وهذه المهمة تتمثل في التفاعل مع المجتمع المحيط والمشاركة الفعلية في تقديم الخدمات والاستشارات ووضع خبرات أعضاء هيئة التدريس وإمكاناتهم المختلفة فى مجالات التدريس والبحث العلمى وخدمة المجتمع في سبيل تحقيق رسالة الكلية .
وهذا من منطلق الدور الذى تلعبه الجامعة أو الكلية فى المجتمع باعتبارها تجمعًا يضم صفوة العقول البشرية فى مجالات الفكر الإنساني وأساسًا للتطوير والإبداع لتحقيق التنمية بالمجتمع المحلى ، ولعل دور الكلية التنموى يتضح من خلال تبنى مفهوم خدمة المجتمع وتنمية البيئة عبر مراكز الاستشارات والوحدات ذات الطابع الخاص.
وتسعى الكلية إلى تحقيق مكانة متميزة في بيئة أعمالها مع تهيئة مناخ تعليمي يتصف بالانفتاح والديناميكية , ويتبنى تسويق الخدمات التعليمية والأبحاث والاستشارات في إطار الجامعة المنتجة لخدمة المجتمع .
ويقوم التسويق بدور كبير في نجاح المنظمات مهما اختلفت أحجامها، ولذلك يطلق على العصر الحالي عصر التسويق Marketing Age ، فقد أصبح التسويق نشاطاً مهماً في المنظمات غير الهادفة للربح Nonprofit Organizations ، مثل مؤسسات التعليم العالي بهدف تحسين الخدمات وتحقيق رضاء العميل، فضلاً عن زيادة موارد تلك المؤسسات، وهو ما يؤدي بالتبعية إلى رفع كفاءة الأداء فيها.
وبذلك نجد أن مفهوم تسويق الخدمات التعليمية وغير التعليمية يعني فلسفة جديدة تتبناها الجامعات والكليات لتعزيز دورها في خدمة المجتمع من خلال تلبية احتياجات أفراده ومؤسساته، ودعم استقلالية الجامعات والاعتماد على التمويل الذاتي أكثر من التمويل الحكومي.
ويعتبر تسويق الخدمات الجامعية اتجاهاً عالمياً تأخذ به عديد من الجامعات في دول العالم المتقدم، وبالفعل ساعد ذلك على رفع مستوى الأداء الجامعي فيما يرتبط بخدمة المجتمع وتنمية البيئة ، بالإضافة إلى تزويد تلك الجامعات بموارد إضافية لمواجهة عجز الحكومات عن تمويلها.
أخيرًا يلعب التسويق دورًا هامًا في تعظيم الاستفادة من القدرات الجامعية في مختلف المجالات الاستشارية والبحثية والتدريبية، وحل مشكلات البيئة والمستفيدين من الجامعة وإرضائهم، وتوفير مصادر تمويل إضافية للجامعات ، الأمر الذي ينتج عنه تحسين المركز التنافسي للجامعات وكلياتها المختلفة محليًا وإقليميًا ودوليًا.
فالتسويق هو جميع الجهود والأعمال المتكاملة التي تقوم بها المؤسسة بدء من دراسة الأسواق وتحديد الفئات المستفيدة من الخدمات والمنتجات المختلفة التي تقدمها، ومروًا بتصميم الخدمات وتسعيرها والترويج لها وتوصيلها للمستفيدين، وانتهاء بتحقيق أهداف كل من المؤسسة والمستفيدين من خدماتها معًا.
- مادة (1) : تمهيد
ينشأ بمقر كلية الخدمة الاجتماعية – جامعة الفيوم وحدة لتسويق الخدمات التعليمية وغير التعليمية بالكلية كوحدة ذات طابع خاص وفق أحكام الفقرة الثانیة من المادة رقم 307 من اللائحة التنفیذیة لقانون تنظیم الجامعات رقم 49 لسنة 1972 ، ويكون لها الاستقلال في إدارة شئونها المالية والإدارية والفنية وتسري عليها المواد الواردة بالباب السادس " الوحدات ذات الطابع الخاص من اللائحة التنفيذية لقانون تنظيم الجامعات وكذلك بنود اللائحة الموحدة للوحدات ذات الطابع الخاص " .