جامعة الطفل

  جامعة الطفل بالفيوم تستكمل فعاليات دورتها الثامنة لعام 2025 برحلة استكشافية إلى عالم الفنون والإبداع بكلية التربية النوعية

5-2-2025
الفن هو لغة الإبداع، وبوابة الخيال الواسع التي تأخذنا إلى عوالم لا حصر لها، حيث لا توجد حدود للابتكار ولا قيود على الخيال. من هنا، جاءت جامعة الطفل بجامعة الفيوم لتفتح أمام الأطفال أبوابًا جديدة نحو عالمٍ غارق في الألوان والأشكال، حيث يصبح الفن وسيلة للتعبير عن الأفكار وتحقيق الأحلام. عبر هذه الرحلة الاستكشافية الممتعة، اكتشف الأطفال في كلية التربية النوعية أن الفن ليس مجرد أداة للتسلية، بل هو أداة لفتح آفاق جديدة من الإبداع والتفكير النقدي، حيث التقى الأطفال بعالم الألوان والخطوط، وعاشوا تجربة استثنائية مليئة بالتحديات الفنية التي تنمي قدرتهم على التفكير خارج المألوف.

تحت رعاية الأستاذ الدكتور ياسر مجدي حتاتة، رئيس جامعة الفيوم، والأستاذ الدكتور جينا الفقي، رئيس أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، وبإشراف الأستاذ الدكتور عاصم العيسوي، نائب رئيس الجامعة لشؤون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، وبتنظيم الدكتورة رحمة مصطفى، المنسق العام لجامعة الطفل، تواصلت فعاليات الدورة الثامنة لعام 2025، التي تهدف إلى تعزيز التعلم التفاعلي، وتشجيع الأطفال على اكتشاف قدراتهم في مختلف المجالات العلمية والفنية.

في جو يسوده الحماس والترحيب، استقبل الأستاذ الدكتور هاني عبدالبديع، عميد كلية التربية النوعية، الدكتورة رحمة مصطفى، المنسق العام لجامعة الطفل، وفرق العمل، وأطفال جامعة الطفل، حيث كان في استقبالهم أيضًا فريق التربية الفنية الذي ضم الدكتور فاطمة الزهراء محمد أحمد، والدكتور سمية أحمد الرباط. وأعرب الفريق عن سعادتهم بهذه الزيارة التي تعكس اهتمام الجامعة بتنمية المواهب الناشئة. كما أكدوا أن الفن ليس مجرد مهارة، بل هو أداة للتعبير عن الذات، وتنمية الفكر الإبداعي لدى الأطفال.

مع بداية جولتهم الاستكشافية، انطلق الأطفال بحماس إلى معمل الأشغال الفنية، حيث كان في استقبالهم الدكتورة فاطمة الزهراء محمد أحمد والدكتورة سمية أحمد الرباط، مستعدين لخوض تجربة إبداعية ممتعة في عالم الأشغال الورقية.

بحماس وانبهار، تابع الأطفال كل خطوة، بدءًا من تحديد التصميم، وطي الورق بطريقة إبداعية، حتى الوصول إلى الشكل النهائي للحقائب. لم يكن الأمر مجرد مشاهدة، بل تحولت القاعة إلى ورشة عمل تفاعلية، حيث تسابق الأطفال في تنفيذ تصاميمهم الخاصة، مستخدمين مهارات القص والطي والتشكيل، ليحصل كل منهم على حقيبته الفريدة التي تعبر عن شخصيته وإبداعه. ساعد هذا النشاط الأطفال على تعزيز مهاراتهم اليدوية، ودقة الملاحظة، والصبر في تنفيذ الأعمال الفنية بإتقان.

وفي ختام هذه التجربة الملهمة، أهدى فريق العمل الحقائب التي صنعها الأطفال لهم كتذكار مميز، مما جعل الفرحة تضيء وجوههم، وزاد من شعورهم بالإنجاز والفخر بما أبدعته أيديهم. لم تكن هذه التجربة مجرد درس في الأشغال الفنية، بل كانت نافذة فتحت عقولهم على عالم من الإبداع، وعلمتهم قيمة العمل اليدوي، وأهمية التعبير عن الذات من خلال الفن.

ولم تتوقف المتعة عند هذا الحد، فقد التقى الأطفال بالدكتور وفيق، الذي قدم لهم تجربة تفاعلية ساحرة حول الألوان الأساسية وكيفية مزجها للحصول على ألوان جديدة. بأسلوبه الشيق والمبسط، استطاع أن يأخذ الأطفال في رحلة ممتعة داخل عالم الألوان، حيث تعرفوا على أسرار تناغمها وتأثيرها النفسي، ومدى قدرتها على نقل المشاعر وإضفاء الحياة على اللوحات الفنية.

لم تكن هذه التجربة مجرد محاضرة نظرية، بل كانت ورشة إبداعية حية أضاءت خيال الأطفال، حيث تحولت أيديهم إلى فرشاة ترسم بها ألوانًا جديدة لم يكونوا يتخيلونها من قبل. انطلقوا في تطبيق ما تعلموه، فابتكروا لوحات فنية مستوحاة من خيالهم، مستخدمين تقنيات المزج والتدرج اللوني، مما منح كل لوحة بصمة فريدة تحمل توقيع أصحابها الصغار.

كان هذا النشاط أكثر من مجرد تجربة فنية؛ فقد ساهم في تنمية الخيال البصري، تعزيز الثقة بالنفس، وزيادة قدرة الأطفال على التعبير عن أنفسهم من خلال الفن. وسط الحماس والاندماج، أدرك الأطفال أن الألوان ليست مجرد درجات مختلفة، بل هي وسيلة قوية لنقل المشاعر، وسلاح سحري يمكنهم من خلاله رسم أحلامهم على أرض الواقع.

وفي ختام الزيارة، عبّرت الدكتورة رحمة مصطفى، المنسق العام لجامعة الطفل، عن سعادتها الكبيرة بهذه التجربة الثرية، مؤكدةً أن جامعة الطفل تُعد منبرًا علميًا وثقافيًا يهدف إلى تنمية مهارات الأجيال الناشئة، وفتح آفاق جديدة أمامهم لاستكشاف مواهبهم وصقل قدراتهم في مختلف المجالات. كما وجهت الشكر للأستاذ الدكتور هاني عبد البديع، عميد الكلية، وإلى إدارة كلية التربية النوعية وفريق العمل المتميز على حسن الاستقبال والتنظيم الرائع.

وأضافت أن جامعة الطفل مستمرة في تقديم برامجها المتنوعة التي تسعى إلى غرس روح الإبداع والابتكار لدى الأطفال، وتأهيلهم ليكونوا علماء، مفكرين، وفنانين يسهمون في بناء مستقبل أكثر إشراقًا. فبفضل هذه الفعاليات التفاعلية، يتلقى الأطفال تجربة تعليمية فريدة، تعزز من ثقتهم بأنفسهم وتساعدهم على اكتشاف شغفهم، ليصبحوا روادًا في مجتمعهم.

جامعة الطفل.. استثمار في العقول، وصناعة للمستقبل، وانطلاقة نحو الإبداع!