جامعة الطفل

  في يوم علمي ممتع… أطفال المرحلة المجمعة بجامعة الطفل يستكشفون أسرار الكيمياء داخل معامل كلية العلوم بجامعة الفيوم .

13-8-2025
تحت رعاية الأستاذ الدكتور ياسر مجدي حتاتة، رئيس جامعة الفيوم، والأستاذة الدكتورة جينا الفقي، رئيس أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، وبإشراف الأستاذ الدكتور عاصم العيسوي، نائب رئيس الجامعة لشؤون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، وتنظيم الدكتورة رحمة مصطفى، المنسق العام لجامعة الطفل بجامعة الفيوم، واصلت جامعة الطفل فعاليات المرحلة المجمعة لبرنامجها المميز، حيث استضافت كلية العلوم يوم الأربعاء مجموعة من أطفال البرنامج في يوم علمي ساحر جمع بين المتعة والمعرفة، وأتاح لهم الغوص في عالم الكيمياء المليء بالأسرار والاكتشافات.

منذ اللحظة الأولى، كان في استقبال الأطفال فريق متميز من أساتذة الكلية: الدكتورة حسناء، والدكتورة تسنيم، والدكتور صالح، الذين أعدوا برنامجًا علميًا تفاعليًا يمزج بين الشرح المبسط والتجارب العملية الحية، ليمنح الأطفال تجربة لا تُنسى داخل المعامل.

بدأ اليوم بمحاضرات شيقة حول العناصر الكيميائية باعتبارها اللبنات الأساسية لكل ما يحيط بنا، حيث استعرض الأساتذة الجدول الدوري بأسلوب مبسط، واستخدموا نماذج مجسمة وصورًا توضيحية لشرح ترتيب العناصر، مع أمثلة مألوفة مثل الكالسيوم في اللبن، والحديد في الأدوات المعدنية، والأكسجين في الهواء. وهنا أدرك الأطفال أن هذه الرموز ليست مجرد حروف وأرقام، بل مكونات أساسية للحياة من حولهم.

بعدها، انطلق الأطفال في رحلة مثيرة لاكتشاف الرقم الهيدروجيني (pH)، حيث تعلموا كيفية تحديد ما إذا كان الوسط حمضيًا أو قاعديًا أو متعادلًا باستخدام ورق عباد الشمس. تحولت الطاولات إلى لوحات فنية تتغير ألوانها مع كل تجربة، بينما قاس الأطفال pH لعصير الليمون والماء والصابون، مما عزز فهمهم للمفاهيم العلمية وربطها بحياتهم اليومية.

وفي فقرة المزج، خاض الأطفال مغامرات مصغرة بدمج مواد مختلفة وملاحظة تغير خواصها. صنعوا محاليل ملونة بأنفسهم، وتعلموا أن الدقة والترتيب في إضافة المكونات يمكن أن تغير النتيجة كليًا، في درس عملي يجمع بين الإبداع والانضباط العلمي.

ثم جاءت فقرة الامتصاص، حيث شاهدوا كيف تمتص بعض المواد السوائل، وجربوا وضع أقمشة في محاليل ملونة لملاحظة انتقال اللون إليها. ربط المحاضرون هذه الظاهرة بتطبيقاتها في الزراعة، والصناعة، وحماية البيئة، مما جعل المعلومة أكثر عمقًا وفائدة.

كما تعرف الأطفال على دور الوسط الكيميائي في التحكم في سير التفاعلات، وكيف يمكن لتغيير الوسط من حمضي إلى قاعدي أن يغير سرعة التفاعل أو نتيجته. من خلال تجارب عملية، شاهدوا بأعينهم كيف يؤثر هذا العامل الحاسم على المخرجات العلمية.

واختتم اليوم بورشة تطبيقية لتصنيع الكريمات، حيث ارتدى الأطفال المعاطف البيضاء والنظارات الواقية في أجواء تحاكي تمامًا بيئة العمل داخل المختبرات الاحترافية. بدأوا بالتعرف على المكونات الأساسية لصناعة الكريمات، مثل الزيوت الطبيعية، والمستحلبات، والمواد العطرية، وكيفية اختيار كل منها وفق خصائصها وفوائدها للبشرة. ثم انطلقوا في خطوات عملية دقيقة، بدءًا من قياس الكميات باستخدام أدوات المعمل، مرورًا بعمليات المزج والتقليب للحصول على القوام المناسب، وصولًا إلى مرحلة إضافة الروائح والألوان الطبيعية. ومع كل خطوة، كان المدربون يشرحون للأطفال مبادئ علمية مثل الاستحلاب، وثبات المستحضرات، وأهمية التعقيم في صناعة المنتجات الجلدية. وفي النهاية، عبّر الأطفال عن دهشتهم وهم يرون الكريمات التي صنعوها بأيديهم تعبأ في عبوات صغيرة مزينة بملصقات من تصميمهم، ليأخذوها معهم كتذكار من يوم علمي سيظل حاضرًا في ذاكرتهم.

وأكدت جامعة الطفل بجامعة الفيوم أن هذه الفعالية تأتي في إطار حرصها الدائم على تنمية حب الاستكشاف لدى النشء، وربط العلوم بحياتهم اليومية من خلال أنشطة تفاعلية تجمع بين المعرفة والتطبيق العملي. كما تهدف الجامعة إلى بناء جيل واعٍ قادر على التفكير النقدي والإبداعي، ومؤهل للتعامل مع التطورات العلمية المتسارعة بما يخدم مستقبله ومجتمعه.