|
|
تحت رعاية الأستاذ الدكتور ياسر مجدي حتاتة، رئيس جامعة الفيوم، والأستاذة الدكتورة جينا الفقي، رئيس أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، وبإشراف الأستاذ الدكتور عاصم العيسوي، نائب رئيس الجامعة لشؤون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، وبتنظيم الدكتورة رحمة مصطفى، المنسق العام لجامعة الطفل بجامعة الفيوم، واصلت جامعة الطفل فعاليات المرحلة المجمعة لبرنامجها المميز، حيث احتضن مركز كريتيفا بالفيوم يوم الخميس مجموعة من أطفال البرنامج في ورشة علمية استثنائية، قدمتها الدكتورة عبير، جمعت بين مفاهيم الرياضيات والفيزياء وفنون الأنيميشن، لتفتح أمامهم نافذة جديدة على عالم الإبداع العلمي والتقني.
|
|
منذ اللحظة الأولى، كان واضحًا أن اليوم لن يكون درسًا تقليديًا، بل رحلة تفاعلية مبهرة. بدأت الفعالية بشرح كيفية إعداد واستخدام الكور التعليمية، حيث أوضحت د. عبير للأطفال أن هذه الكور ليست مجرد أدوات بلاستيكية أو قطع للتجميع، بل يمكن أن تتحول إلى وحدات بناء أساسية لأي مشروع إبداعي. بخطوات متدرجة، انتقل الأطفال من التعامل مع كور فردية إلى تصميم أنظمة أكبر باستخدام 4 كور، ثم 8 كور، وصولًا إلى 16 كور وأكثر، مع فهم كيف أن كل مستوى يفتح مجالًا جديدًا من الأفكار، مثلما تبنى المباني الضخمة من لبنات صغيرة.
|
|
ولم يكن الحديث عن الكور مجرد تدريب ميكانيكي، بل كان بوابة للانتقال إلى عالم الأرقام، حيث خاض الأطفال مسائل رياضية تفاعلية ساعدتهم على اكتشاف دور الحسابات الدقيقة في التحكم بالحركة داخل مشاهد الأنيميشن. ومن خلال التمارين العملية، أدركوا أن الرياضيات ليست معادلات جامدة، بل أداة إبداعية يمكن توظيفها في تصميم الشخصيات وتحديد مساراتها على الشاشة.
|
|
وانتقل اليوم بسلاسة إلى فكرة عمل الروابط، حيث شاهد الأطفال كيف تعمل هذه الوصلات أو المفاصل على ربط الأجزاء المختلفة لتكوين حركة متناسقة، كما في أذرع الروبوتات أو أطراف الشخصيات الكرتونية. وقد أتاح هذا الجزء لهم فهمًا أعمق لكيفية ترجمة المعادلات إلى حركات سلسة في المشاهد الرقمية.
|
|
وفي لحظة مليئة بالحماس، دمجت د. عبير بين الرياضيات وفن الأنيميشن تحت شعار "الرياضيات تتحرك"، حيث شاهد الأطفال أشكالًا هندسية تدور، وخطوطًا تتمدد وتنكمش، وحركات تتكرر وفق إيقاع رقمي محسوب، مما جعلهم يرون الأرقام تنبض بالحياة على الشاشة.
|
|
أما في الجانب الفيزيائي، فقدمت د. عبير قانون هوك بطريقة عملية ممتعة، مستخدمة نوابض وأوزانًا مختلفة لتوضيح العلاقة بين القوة والمرونة. لم يكتفِ الأطفال بفهم المفهوم نظريًا، بل قاموا بمحاكاته في مشاهد أنيميشن تحاكي حركة النوابض في الألعاب أو الأجهزة، ليصبح العلم تجربة مرئية وملموسة.
|
|
واختُتمت الورشة بجلسة إبداعية تفاعلية، حيث قُسم الأطفال إلى مجموعات صغيرة لتطبيق كل ما تعلموه من مفاهيم رياضية وروابط ميكانيكية وقوانين فيزيائية في إنتاج مقاطع أنيميشن قصيرة من تصميمهم. وجاءت النتائج مبهرة، إذ عبرت المشاهد عن فهمهم العميق للمفاهيم العلمية، وقدرتهم على دمجها مع الخيال لإنتاج أعمال مبدعة.
|
|
وأكدت جامعة الطفل بجامعة الفيوم أن هذه الفعاليات تعكس رؤيتها في تحويل المعرفة إلى تجربة حية، وحرصها على تزويد الأطفال بمهارات علمية وإبداعية تؤهلهم للتفاعل الواعي مع العالم الرقمي، وصناعة مستقبلهم بأدوات العلم والابتكار.
|
|