جامعة الفيوم تواصل فعاليات الدورة التثقيفية الثامنة للأمن السيبراني
تحت رعاية الأستاذ الدكتور/ ياسر مجدي حتاته، رئيس جامعة الفيوم، واللواء أ.ح/ عاطف عبد الرؤوف، مدير الأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والاستراتيجية، وإشراف الأستاذ الدكتور/ عاصم العيسوي، نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، واللواء أ.ح/ محمود محمد محمود، مدير كلية الدفاع الوطني، واللواء أ.ح/ أيمن عز الدين حشيش، منسق الدورة التدريبية، نظم مركز الخدمة العامة بالجامعة "الدورة التثقيفية رقم (8) للأمن السيبراني"، بالتعاون مع الأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والاستراتيجية، والتي تستمر خلال الفترة من 2025/7/27 وحتى 2025/7/30، وبحضور الأستاذة الدكتورة/ وفاء يسري، رئيس قسم التنمية والتخطيط بكلية الخدمة الاجتماعية ومدير مركز الخدمة العامة بالجامعة، وأعضاء هيئة التدريس، والطلاب والطالبات، والإداريين، والخريجين بالجامعة.
وحاضر خلال اليوم الثاني الأستاذ الدكتور/ محمد الحارث، المستشار في أمن المعلومات والنظم الذكية، عن موضوع "التهديدات السيبرانية والحروب الهجينة: تحديات العصر الرقمي"، وذلك اليوم الاثنين الموافق 2025/7/28، بقاعة المؤتمرات بكلية الخدمة الاجتماعية.
أكدت الأستاذة الدكتورة/ وفاء يسري، مدير مركز الخدمة العامة، أن تنظيم هذه الدورة يأتي في إطار حرص الجامعة على تنمية الوعي الرقمي وفتح آفاق معرفية جديدة في مجالات التكنولوجيا الحديثة، مما يسهم في تعزيز قدرات المنتسبين فكريا ومهنيا لمواجهة التحديات الرقمية. كما أشارت إلى أن التعاون الوثيق مع الأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والاستراتيجية أثمر عن تنظيم عدد من البرامج النوعية المشتركة، مؤكدة أن هذه الدورات تمثل نقلة نوعية في تعزيز مفاهيم الأمن السيبراني كجزء من منظومة الأمن القومي.
تناول الأستاذ الدكتور/ محمد الحارث، المستشار بالأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والاستراتيجية، أن التهديدات السيبرانية تشهد تطورا متسارعا، بدءا من الهجمات البسيطة وصولا إلى المعقدة، لتصبح جزءا رئيسيا من الحروب الهجينة، عبر استهداف البنية التحتية الحيوية والتأثير على السمعة المؤسسية.
ونوه إلى أن الإحصاءات تشير إلى أن نحو 85% من المؤسسات تتعرض لهجمات سيبرانية، مما يؤكد الحاجة الماسة إلى استراتيجيات دفاعية متقدمة.
وأضاف سيادته أن هذه التهديدات تطورت من أعمال فردية إلى هجمات منظمة تقف وراءها منظمات إجرامية ودول معادية، مما يعكس تحولا استراتيجيا في طبيعة الصراعات الدولية.
ولفت إلى العلاقة بين الحروب السيبرانية والهجينة، مشيرا إلى أن الدمج بين الهجمات العسكرية التقليدية والهجمات المعلوماتية الرقمية بات سمة مميزة لها، مستشهدا بالصراع الروسي الأوكراني.
وفي السياق ذاته، أشار سيادته إلى أبرز أنواع البرمجيات الخبيثة، والتي تتزايد بنسبة 35% سنويا، ويشكل القطاع المؤسسي نسبة 71% من الأهداف، مما يؤدي إلى خسائر تقدر بنحو 4.3 مليون دولار سنويا لكل مؤسسة.
ومن بين هذه البرمجيات: الفيروسات، الديدان الإلكترونية، وأحصنة طروادة، إضافة إلى هجمات التصيد الإلكتروني عبر الرسائل المزيفة وهندسة الخداع الاجتماعي.
كما استعرض سيادته هجمات الحرمان من الخدمة (DDoS)، والتهديدات المتقدمة المستمرة (APT)، بالإضافة إلى استخدام الذكاء الاصطناعي في تحليل البيانات، وتحديد الأنماط، واكتشاف البرمجيات الخبيثة.
بجانب تناوله لدور الذكاء الاصطناعي في دعم اتخاذ القرار الأمني، من خلال تحليل المخاطر، وتوفير استجابة تلقائية، وتقليل الإنذارات الكاذبة، مستعرضا مهام مراكز عمليات الأمن السيبراني (SOC) في رصد الأصول، وتحليل التهديدات، وتقييم المخاطر، وتطوير خطط الاستجابة.
كما سلط سيادته الضوء على أهمية أنظمة استخبارات التهديدات (Threat Intelligence)، من حيث جمع ومشاركة المعلومات الأمنية، ودورها في تعزيز الحماية الاستباقية للمؤسسات.
وفي الختام، تناول بالدراسة الإنترنت المظلم (Dark Web)، وأهمية مراقبة تسريبات البيانات من خلال أدوات متخصصة، مؤكدا أن الحماية السيبرانية تتطلب تكاملا بين التحديث المستمر، والتدريب، والتوعية، والرصد الاستباقي، والاستجابة الفعالة.
وفي نهاية المحاضرة، تم فتح باب المناقشة والرد على كافة الاستفسارات والمقترحات.