قطاع خدمة المجتمع وتنمية البيئة

  تواصل فعاليات الدورة التثقيفية "أساليب مجابهة الحروب الحديثة" رقم (1) بالتعاون بين جامعة الفيوم والأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والاستراتيجية.

17-2-2025
تحت رعاية الأستاذ الدكتور/ ياسر مجدي حتاته، رئيس جامعة الفيوم، واللواء أ.ح/ عاطف عبد الرؤوف، مدير الأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والاستراتيجية، وإشراف الأستاذ الدكتور/ عاصم العيسوي، نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، واللواء أ.ح/ حسام حسين عكاشة، مدير كلية الدفاع الوطني، ولواء أ.ح/ أحمد يسري، المستشار بالأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والاستراتيجية، تواصلت اليوم فعاليات الدورة التثقيفية "أساليب مجابهة الحروب الحديثة" رقم (1) بالتعاون بين جامعة الفيوم والأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والاستراتيجية، والتي ينظمها قطاع خدمة المجتمع وتنمية البيئة بالتعاون مع مركز الخدمة العامة لتنمية المجتمع المحلي بالجامعة.
وقد حاضر في الدورة عميد دكتور/ هيثم الطواجني، المستشار بالأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والاستراتيجية، عن موضوع "الإرهاب والحروب الحديثة"، بحضور الأستاذة الدكتورة/ وفاء يسري، مدير مركز الخدمة العامة لتنمية المجتمع المحلي بالجامعة، وعدد من المتدربين المشاركين في الدورة من السادة أعضاء هيئة التدريس والإداريين والطلاب، وذلك يوم الاثنين الموافق 17 فبراير 2025. وتستمر الدورة حتى 19 فبراير 2025 بالمكتبة المركزية بجامعة الفيوم.
قدمت الأستاذة الدكتورة/ وفاء يسري الشكر لقيادات الجامعة على التعاون مع الأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والاستراتيجية من أجل تواصل فعاليات الدورة التثقيفية الخامسة. وأكدت سيادتها على أهمية التعاون بين المؤسسات الأكاديمية والعسكرية لتعزيز الوعي وتعليم الأجيال الجديدة كيفية التعامل مع تحديات الحروب الحديثة، وأعربت عن تقديرها العميق لهذا التعاون المثمر الذي يعكس حرص كلتا المؤسستين على تطوير الوعي الأكاديمي والعسكري لدى المشاركين. وأكدت سيادتها أن الدورة تأتي في وقت بالغ الأهمية، حيث تواجه الأجيال الحالية تحديات كبيرة تتطلب تطوير استراتيجيات علمية وعملية لمواجهة الحروب الحديثة في مختلف مجالاتها، بما في ذلك الحروب السيبرانية، الإعلامية والاقتصادية.
تناول عميد أ.ح/ هيثم الطواجني، المستشار بالأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والاستراتيجية، مفهوم الحروب من وجهات نظر مختلفة، أبرزها تعريفان مهمان من باحثين بارزين في مجال الدراسات العسكرية والاستراتيجية. أبرزها وجهة نظر ديفيد سنجر، وهو أحد المفكرين العسكريين، حيث عرّف الحرب بأنها صراع عنيف وطويل المدى بين مجموعتين أو دول، يتسم باستخدام القوة المسلحة لتحقيق أهداف سياسية أو اقتصادية. يركز سنجر على الصراع الشامل الذي يهدد بقاء الأمم ويشمل كل جوانب الحياة العسكرية والاقتصادية والاجتماعية. أما من وجهة نظر دوكاكي، فإن الحرب تُعرّف بأنها عملية ذات أبعاد نفسية وثقافية أكثر من كونها مجرد صراع مسلح، فهي ليست مجرد تصادم بين جيوش، بل هي معركة بين الهويات الثقافية والنفسية للشعوب، حيث تسعى الأطراف المتحاربة إلى فرض رؤيتها أو قيمها على الطرف الآخر.
وأشار عميد أ.ح/ هيثم الطواجني إلى أن الحروب قد مرت بعدة مراحل، منها: حروب الجيل الأول التي شهدتها البشرية، حيث كانت الحروب تقتصر على القتال المباشر بين الجيوش النظامية باستخدام الأسلحة التقليدية مثل البنادق والمدافع. كان الصراع يتمحور حول السيطرة على الأراضي واكتساب النفوذ السياسي أو الاقتصادي بين الدول، وكان التركيز على استخدام القوة العسكرية المباشرة لتحديد النتيجة. ثم حروب الجيل الثاني التي ظهرت فيها الأنماط الجديدة في القتال التي بدأت تشمل استخدام الأسلحة الثقيلة مثل الدبابات والمدرعات والطائرات الحربية. كانت هذه الحروب تميزها الحرب الخاطفة أو "الحرب المتنقلة"، وكان التركيز فيها على التكتيكات الحربية أكثر من المعركة التقليدية بين الجيوش النظامية. كما شهد هذا النوع من الحروب تطورًا في فنون الحرب مثل تكتيك الحصار والكرّ والفرّ، كما تناول حروب الجيل الثالث التي بدأ فيها التركيز يتحول إلى الحروب غير المتكافئة، حيث أُدخلت أساليب أكثر تعقيدًا مثل الحرب شبه النظامية وحروب العصابات. كان التركيز في هذه الحروب على السرعة والمرونة، وتم استخدام القوات العسكرية بطرق غير تقليدية لتوجيه ضربات سريعة إلى العدو. كما كان للصراع دور كبير في تدمير القوة الاقتصادية والبنية التحتية للعدو. أما حروب الجيل الرابع التي تدمج بين الحروب العسكرية التقليدية، الحرب النفسية، والحرب الإعلامية، فقد أصبح الصراع يشمل الجبهات غير العسكرية مثل الحروب السيبرانية، الإعلامية، الاقتصادية، والثقافية. كان الهدف من هذه الحروب التأثير على العقول والنفوس قبل الأراضي والموارد. وقد لعبت وسائل التواصل الاجتماعي دورًا كبيرًا في ترويج الشائعات وخلق الاضطرابات السياسية والاجتماعية.
كما تطرق لحروب الجيل الخامس التي تمثل التطور التكنولوجي المتسارع في مجال الحروب، حيث يبرز فيها الحرب السيبرانية بشكل كبير، حيث تتمثل الهجمات الإلكترونية في الهجوم على الأنظمة الرقمية والإنترنت للعدو، مما يؤدي إلى شل الاقتصاد الوطني أو تدمير البنية التحتية العسكرية. كما تركز على أساليب الحرب النفسية والتلاعب بالوعي العام من خلال وسائل الإعلام الرقمية والمعلومات المضللة. موضحًا أيضًا حروب الجيل السادس التي تتسم باستخدام التقنيات المستقبلية مثل الذكاء الاصطناعي، الروبوتات، والطائرات بدون طيار في تكتيكات القتال. يزداد فيها الاعتماد على الحروب غير التقليدية مثل الحروب البيولوجية، الذكاء الاصطناعي، والأنظمة العسكرية الذاتية. تعتمد هذه الحروب بشكل كبير على الأساليب غير المتكافئة وعمليات عسكرية دقيقة تتجنب الخسائر البشرية الكبيرة، بينما تركز على تحقيق أهداف استراتيجية طويلة المدى.
كما تطرق سيادته لمفهوم الشائعات وتأثيرها في الحروب الحديثة، موضحًا دور الشائعات في إحداث اضطرابات نفسية واجتماعية تؤثر على استقرار الدول والمجتمعات. بدأ حديثه عن الشائعة بتعريفها على أنها معلومة غير مؤكدة يتم تداولها بين الأفراد بهدف التأثير على الرأي العام أو زعزعة الاستقرار داخل المجتمعات. وتتميز الشائعات بقدرتها على الانتشار بسرعة كبيرة عبر وسائل الإعلام التقليدية والجديدة، مثل الصحف ووسائل التواصل الاجتماعي، مما يجعلها أداة فعالة في الحروب النفسية والإعلامية، كما تناول أهداف الشائعات وطرق مواجهتها.