قطاع خدمة المجتمع وتنمية البيئة

  لليوم الثالث تواصل فعاليات الدورة التثقيفية "أساليب مجابهة الحروب الحديثة" رقم (1) بالتعاون بين جامعة الفيوم والأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والاستراتيجية

18-2-2025
تحت رعاية الأستاذ الدكتور ياسر مجدي حتاته، رئيس جامعة الفيوم، واللواء أ.ح عاطف عبد الرؤوف، مدير الأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والاستراتيجية، وإشراف الأستاذ الدكتور عاصم العيسوي، نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، واللواء أ.ح حسام حسين عكاشة، مدير كلية الدفاع الوطني، ولواء أ.ح أحمد يسري، المستشار بالأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والاستراتيجية، تواصلت اليوم فعاليات الدورة التثقيفية "أساليب مجابهة الحروب الحديثة" رقم (1) بالتعاون بين جامعة الفيوم والأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والاستراتيجية، التي ينظمها قطاع خدمة المجتمع وتنمية البيئة بالتعاون مع مركز الخدمة العامة لتنمية المجتمع المحلي بالجامعة.
وقد حاضر في الدورة لواء أ.ح إيهاب طلعت، المستشار بالأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والاستراتيجية، عن موضوع "الحروب الهجينية"، بحضور الأستاذة الدكتورة وفاء يسري، مدير مركز الخدمة العامة لتنمية المجتمع المحلي بالجامعة، وعدد من المتدربين المشاركين في الدورة من السادة أعضاء هيئة التدريس والإداريين والطلاب، وذلك يوم الثلاثاء الموافق 18 فبراير 2025. وتستمر الدورة حتى 19 فبراير 2025 بالمكتبة المركزية بجامعة الفيوم.
قدمت الأستاذة الدكتورة وفاء يسري الشكر لقيادات الجامعة على التعاون مع الأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والاستراتيجية من أجل تواصل فعاليات الدورة التثقيفية الخامسة. وأكدت سيادتها على أهمية هذه الدورة فيما تحمله من معلومات مهمة لجميع فئات المجتمع حول حروب الأجيال المتعددة والتوالي، والتي تؤثر على واقعنا الحديث في مصر والمنطقة العربية والعالم، مثل الحروب الجوية والتكنولوجية والبيولوجية، بالإضافة إلى الحروب اللامتكافئة واللامتماثلة وحروب الشائعات، وجميعها تمثل خطورة على المجتمع من الناحية الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية، مما يتطلب نشر هذه الدورات بشكل واسع.
استعرض اللواء إيهاب طلعت أنواع الحروب، مُوضِّحًا الفروقات بين الحروب العادية، التي تقتصر على المعارك التقليدية باستخدام الأسلحة النارية، والحروب الحديثة التي تشمل الاستخدام المكثف للتكنولوجيا والأسلحة المتقدمة، مثل الأسلحة الذكية والطائرات بدون طيار، بالإضافة إلى الحروب الهجينة التي تجمع بين أساليب الحروب التقليدية والحديثة، مع الاعتماد على الهجمات السيبرانية، الحروب الاقتصادية، والحروب النفسية، كما تطرق سيادته إلى تعريف الحرب، موضحًا أنها ليست فقط نزاعًا مسلحًا بل هي صراع بين دول أو جماعات لتحقيق أهداف سياسية أو اقتصادية باستخدام القوة العسكرية أو الوسائل الأخرى.
وأضاف سيادته أن العالم مر بخمس مراحل في تعامله مع الحروب، بدأت من الحروب التقليدية في العصور القديمة، ثم تطورت إلى الحروب الصناعية خلال القرن التاسع عشر، مرورًا بالحروب العالمية الأولى والثانية، ثم ظهور الحروب الباردة والتنافس الاستراتيجي، وأخيرًا الحروب الحديثة التي تعتمد بشكل رئيسي على التقنيات المتطورة وأساليب الصراع المتعددة. أما عن أجيال الحروب، فقد تناول اللواء إيهاب طلعت شرحًا مفصلًا للأجيال المتتالية من الحروب، بداية من الحروب التقليدية في الجيل الأول، ثم الحروب الميكانيكية في الجيل الثاني، يليها الحروب النووية والمعلوماتية في الجيل الثالث، وأخيرًا الحروب الإلكترونية والتكنولوجيا المتقدمة في الجيل الرابع.
كما عرف سيادته الحروب الهجينية، بأنها تلك الحروب التي تستخدم مزيجًا من الأساليب العسكرية التقليدية وغير التقليدية مثل الحروب الإعلامية، الهجمات الإلكترونية، وعمليات الحرب الاقتصادية، إضافة إلى العمليات النفسية التي تهدف إلى زعزعة استقرار العدو دون اللجوء إلى الصراع المباشر.
وأشار سيادته إلى النشأة التاريخية للحروب الحديثة، وكيف أن التطور التكنولوجي واستخدام الأسلحة المتطورة قد غير وجه الحروب بشكل جذري، إلى جانب تطور الفكر العسكري الاستراتيجي ليشمل أساليب أكثر تنوعًا وفعالية، بجانب مناقشة أنواع الحروب الحديثة، مؤكدًا على أن الحروب لم تعد تقتصر فقط على الصراع المسلح بل تشمل حروب المعلومات، الحروب السيبرانية، والحروب الاقتصادية، التي تلعب فيها وسائل الإعلام والأمن السيبراني دورًا كبيرًا في تحديد نتائج الصراع.
واختتم اللواء إيهاب طلعت حديثه بتوضيح هدف الحروب الحديثة، والذي لا يقتصر فقط على تحقيق النصر العسكري المباشر، بل يشمل أيضًا إضعاف قدرة العدو على الصمود اقتصاديًا واجتماعيًا، والتأثير على معنويات الشعوب، عبر استراتيجيات متكاملة تستخدم جميع أبعاد القوة الوطنية.